في ظل الظروف الاستثنائية لمحاربة وباء كورونا المتحف الفلسطيني يطلق حملة "متحفك في بيتك"

Image

أطلق المتحف الفلسطيني حملة "متحفك في بيتك: في الظروف الاستثنائية، فلسطين مستمرة"، والتي تأتي في ظل الظروف الخاصة التي تعيشها فلسطين والعالم، ضمن الإجراءات الوقائية لمحاربة وباء كورونا. وكان المتحف الفلسطيني، وحرصًا على سلامة جمهوره وموظفيه، قد أغلق أبوابه أمام الزوار منذ السابع من آذار الجاري وحتى إشعار آخر، موفّرًا لزوراه تجربة متحفية معرفية وتعليمية عبر منابره الرقمية، ومنصاته على مواقع التواصل الاجتماعي.

وتأتي هذه الحملة تعزيزًا لرؤية المتحف الفلسطيني، الذي صُمّم ليكون مؤسسة عابرة للحدود السياسية والجغرافية، إذ يسعى لتشكيل حلقة وصل بين الفلسطينيين في فلسطين وخارجها من خلال أرشيفاته الرقمية ومنابره الإلكترونية، وشبكة من الشراكات المحلية والعالمية. وتهدف الحملة إلى تقديم محتوى متعلق بالتاريخ والثقافة الفلسطينية للجمهور، ومنحهم فرصة استكشاف متاحفهم الشخصية (من صور وأرشيفات وقطع في بيوتهم) والمتحف الفلسطيني أثناء تواجدهم في منازلهم، وإفساح المجال لهم للتفاعل مع أرشيفاتهم المنزلية والبحث في تاريخهم الشخصي، الذي يشكل جزءًا من التاريخ العام، وإرشادهم لكيفية الحفاظ عليه، وتقديم فسحة معرفية للعائلة الفلسطينية تساعدها على تجاوز ضغط الأزمة الحالية العامة.

من ناحيتها، قالت د. عادلة العايدي-هنية، مدير عام المتحف الفلسطيني: "إن ما يقدمه المتحف الفلسطيني الآن هو استمرار للإصرار الذي يثبته الفلسطيني دائمًا، فقد عشنا، كفلسطينيين، الإضراب الكبير والانتفاضة والاجتياحات والحصار ومنع التجول، وخضنا تجربة فريدة في التعليم الشعبي، وتخطينا تلك الصعاب بإصرار، واليوم نستمر في العمل"، مضيفة: "انطلقنا منذ العام 2016 كمتحف عابر للحدود، واليوم نطلق حملة "متحفك في بيتك" لنقدم محتوى ثقافيًا معرفيًا تعليميًا يخاطب كل أفراد المجتمع الفلسطيني".

وبدأت حملة "متحفك في بيتك" من خلال إطلاق جولة افتراضية (نُشرت على قناة المتحف الفلسطيني على يوتيوب) لعرض المتحف الأخير "مَدى البُرتقال، رحلات بصرية في المشهد الطبيعي: ملصقات سياسية فلسطينية مُختارة من مجموعة المتحف"، والذي يبحث في تمثيلات الأرض والجغرافيا والطبيعة الفلسطينية في جزء من الملصقات السياسية من المجموعة الدائمة للمتحف الفلسطيني، وتتضمن الجولة زيارة لغرفة المجموعات في المتحف الفلسطيني، مع شرح حول كيفية توثيق وحفظ المجموعات مع مسؤول المجموعات في المتحف، بهاء الجعبة، تتبعها جولة مصورة في العرض مع شرح شامل، برفقة القيّمة أديل جرار.

هذا ويطور المتحف الفلسطيني باستمرار منصّتَين إلكترونيّتَين، تشكلان أهم مشاريعه الرقمية، أولاهما "رحلات فلسطينية"، بالتعاون مع مؤسسة الدراسات الفلسطينية، والتي تستعرض التجربة الفلسطينية بجوانبها المتعددة، وهي زاخرة بالوقائع التاريخية والسير الذاتية والأحداث والقصص، وتسعى إلى تكوين رواية شاملة تُبرز الدور الذي لعبه الفلسطينيون في صنع تاريخهم. وثانيهما منصة "أرشيف المتحف الفلسطيني الرقمي"، والتي تضم آلاف المجموعات، من صور فوتوغرافية، ووثائق تاريخية، وكتب، وأفلام، وتسجيلات صوتية، لتشكل دليلًا ماديًا على جوانب مختلفة من التاريخ اليومي المعاش للفلسطينيين، ومصدرًا معرفيًا حيًا.

هذا وسيقدم المتحف الفلسطيني ضمن هذه الحملة، في الفترة المقبلة، مجموعة من الفيديوهات التفاعلية المستوحاة من مشاريعه، وجولات افتراضية لمعارض سابقة، إضافة إلى منشورات معرفية حول الفن والأدب والتاريخ الفلسطيني، ومنشورات تعليمية.