أوقفوا حرب الإبادة على غزّة

Image
مصدر الصورة: جمعيّة مياسم للثقافة والفنون

في الوقت الذي يواصل فيه الاحتلال الإسرائيلي القصف العنيف على قطاع غزّة، مخلّفًا خسائر بشريّة هائلة، تزيد عن 3000 شهيدًا دفنوا تحت الأنقاض وفي مقابر جماعيّة، وأكثر من 11250 جريحًا تمّ إحصاؤهم حتّى اليوم، 17 من تشرين الأوّل 2023، وما تمخّض عن ذلك من نسف أحياء سكنيّة كاملة، وتدمير للبُنية التحتيّة، ومحوٍ لمعالم مناطق بأكملها حتّى لم يعُد بالإمكان التعرّف عليها، وانقطاع الخدمات الأساسيّة من كهرباء وماء، يتزامن مع منع وصول الماء والغذاء والإمدادات الطبيّة والمساعدات الغذائيّة، فإنّنا في المتحف الفلسطيني ندين حرب الإبادة الجماعيّة التي يمارسها الاحتلال الإسرائيلي ضدّ أبناء شعبنا في قطاع غزّة لليوم الحادي عشر على التوالي، وما يرافقها من محو ممنهج لجميع أشكال الإنتاج الثقافي، واستهداف المتاحف والمؤسّسات الثقافيّة، كما نُدين جميع أشكال الرقابة الموجّهة ضدّ الأصوات التي ترتفع في وجه هذه الوحشيّة والبشاعة الكامنة في حروب الإبادة الجماعيّة. ونتذكّر معًا الآن متحف رفح وغيره من المؤسّسات التي تعرّضت، وما تزال، للقصف والتدمير، ومؤسّسات أخرى تضرّرت بفعل الغارات الجويّة على المناطق المجاورة، مثل متحف قرارة الثقافي.

إنّنا نؤازر أبناء شعبنا، وزملاءنا الفنّانين الذين تهجّروا من بيوتهم، أو فقدوا أفرادًا من عائلاتهم، أو أحدًا من أحبّتهم، بعد أن قصف الاحتلال بيوتهم واستهدف مراسمهم، وخسروا كلّ ما يملكونه من إنتاجاتهم وأعمالهم الفنيّة، التي تُضاف إلى الخسارة الكُبرى. كما ننعى الزميلة التشكيليّة هبة زقّوت، التي استشهدت برفقة طفلها تحت الرُّكام جرّاء قصف الاحتلال لبيتها، والذي كانت تتّخذ منه مرسمًا.

إنّ هذه الحرب هي حرب إبادة وتطهير عرقي تُمارس ضدّ الفلسطيني، الذي اغتُصبت أرضه لتحقيق الهدف الصهيوني في انتزاع أكبر قدر من الأرض الفلسطينيّة، والإبقاء على القليل من الفلسطينيّين على ما تبقّى منها. هذا القصف العشوائي لكلّ ما في غزّة لا يهدف إلى محو الفلسطينيّين من الحاضر فقط، ومحو مدينة غزّة كي لا تعود مكانًا تُمكن العودة إليه في المستقبل، بل تهدف أيضًا إلى محو منجز الفلسطيني الثقافي بالكامل، ومحو تاريخه، حتّى ليبدو كما لو أنّه لم يكُن هنا، وما هذا إلّا امتداد لنكبة العام 1948 وما تلاها من اعتداءات متلاحقة وحملات سرقة منظّمة للأرشيفات والمكتبات الشخصيّة والمجموعات الخاصّة على يد قوّة البطش الإسرائيليّة، من أجل محو ذاكرة شعب بأكمله، وإغلاق ملفّ قضيّته.

أمّا عنّا، نحن أبناء هذه الأرض، فإنّنا لن ننسى.

*مصدر الصورة: جمعيّة مياسم للثقافة والفنون