أطراف الخيوط: التطريز الفلسطيني في سياقه السياسي

القيّم الضّيف
ريتشل ديدمان


هو أول معرض ينظّمه المتحف الفلسطيني خارج فلسطين، افتتح أبوابه بتاريخ 25 أيار/ مايو 2016 في دار النمر للفن والثقافة في بيروت، تحت إشراف قيّمة المعرض ريتشيل ديدمان، ويضمّ المعرض في فضائه مجموعة من أعمال وداد قعوار وملك الحسيني عبد الرحيم، ليلقي نظرة نقدية حول دور التطريز في صياغة وتشكيل الثقافة والسياسات الفلسطينية التاريخية والمعاصرة، ومن خلال اعتماده على بحث استمر لسنوات بالإضافة إلى العمل الميداني وإنتاج فيلم توثيقي حديث؛ يبحث المعرض في تاريخ التطريز الفلسطيني ما قبل وبعد عام 1948، مستكشفاً الدور الذي لعبه في المقاومة والوطنية وتمثيل الهوية الفلسطينيّة أدائياً.  

يضمّ المعرض في فضائه مجموعة من أعمال السيدتين الفلسطينيتين وداد قعوار وملك الحسيني عبد الرحيم، تلك الأعمال التي شكلت حجر الأساس لمحتوى المعرض، الذي يلقي نظرة نقدية حول دور التطريز في صياغة وتشكيل الثقافة والسياسات الفلسطينية التاريخية والمعاصرة، ويبحث المعرض في تاريخ التطريز الفلسطيني ما قبل وبعد عام 1948. مستكشفاً الدور الذي لعبه في المقاومة والوطنية، وتمثيل الهوية الفلسطينيّة أدائياً. كما يتطرق لأسئلة هامة تتعلق بصورة فلسطين في أعين العالم والتأثير الذي يحدثه أداؤها، إضافة إلى استعراض المواد والمنسوجات الفلسطينية والأشكال المعاصرة والحديثة على مرّ 60 عاماً. يلقي المعرض الضوء على الأثواب الفلسطينية ما بين القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين عن طريق الحوارات والصور والرسومات والمحفوظات والتصاميم العصرية، من خلال تقديم مواد قليلة التوثيق ونادرة العرض، حيث تدرج البحث، في هذا السياق، من مفهوم تاريخ المادة الملموس إلى مفهوم الكيفية التي تعكس بها المنسوجات وبشكل حساس التغيرات في المشهد السياسي والاجتماعي الذي أُنتجت خلاله. 


ترى قيّمة المعرض رايتشل ديدمان، أن التطريز الفلسطيني مادةٌ غنية واستثنائية، تجمع بين ما هو بصري وما هو ملموس، وبين الحميمي والسياسي والشَّاقّ. وفي حين يتحدى معرض "أطراف الخيوط" الارتباطات التقليدية للتطريز بكل ما هو قديم وهامشي، فإنه يفتح آفاقاً جديدة للتوسع والتعمق في مقاربة تاريخ فن التطريز الفلسطيني ما بين أواخر القرن العشرين وأوائل القرن الحادي والعشرين. .

اعتمد المعرض على بحث استمر لسنوات، بالإضافة إلى العمل الميداني المكثف، وإنتاج فيلم توثيقي حديث، من انتاج الفنانة "ميف بيرنان للمعرض والذي يتيح المجال لإبراز صوت النساء اللاتي لا زلن يمتهنّ التطريز في فلسطين ولبنان والأردن واللاتي نادراً ما يؤخذ بذكرياتهن، أو يتم الاستفادة من خبراتهن وآرائهن في هذا السياق. رافق/ يرافق معرض "أطراف الخيوط" إطلاق مطبوع بحثي جديد وبرنامج تثقيفي تفاعلي عام، في بيروت. .

لن يقتصر دور السيدة وداد قعوار على مشاركة مجموعتها في المعرض فقط، حيث تدير السيدة قعوار مركز "طراز – بيت وداد قعوار للثوب العربي" في عمان-الأردن، وتم الاتفاق ما بين المتحف الفلسطيني وطراز على عقد شراكة تعاون طويلة الأمد، تبدأ بمذكرة تفاهم لمدة ثلاث سنوات، يقدم فيها المتحف الفلسطيني دعما سنوياً لطراز، لتنفيذ مشاريع ومعارض محلية ومتنقلة، وبرامج تعلمية وبرامج تدريب، وحملات مجتمعية.

يأتي هذا المعرض، كأول معرض للمتحف خارج فلسطين، ليؤكد رؤية المتحف الفلسطيني وطموحه في الوصول الى الجماهير الفلسطينية أو المهتمة بالشؤون الفلسطينية في الوطن والمهجر. .