غزّة الباقية
* في ذكرى المرحوم حكمت ماهر قدّورة، رحم اللّه روحه وأسكنه فسيح جنّاته
يضيء معرض "غزّة الباقية" على الأسباب والسياقات الجوهريّة التي شكّلت التجربة الفلسطينيّة، بتركيز مكثّف على الأرض والمكان والناس في غزّة بوصفهم جوهر الحكاية. يقدّم المعرض روايات صادقة وموثوقة عن المواقع التاريخيّة والممارسات الثقافيّة في قطاع غزّة، كاشفًا عن ملامح فنونه، وتطلّعات سكّانه، وتفرّدهم، وما بقي من جمالهم في خضمّ هذه الأوقات القاسية.
في ظلّ هدير القصف المتواصل الذي يصمّ الآذان، يخفت صدى الحياة اليوميّة والتراث والتعبير الفنّي والإبداع الشعبي في خلفيّة المشهد، وتتوارى أصوات الناس خلف ستار مسرحيّة الحرب والاحتلال. وباستحضار حياة أهل غزّة، ومواجهة التضليل الإعلامي، يسعى المعرض إلى تزويد الجمهور العالمي بمعلومات ومرجعيّات ومصادر تضع غزّة في سياقها الفلسطيني والإقليمي والعالمي.
يوظّف المعرض النصوص والرسومات والموادّ السمعيّة والبصريّة، ليغوص في الجوانب التاريخيّة والاقتصاديّة والجغرافيّة والديموغرافيّة والإبداعيّة من حياة سكّان غزّة، بما تحمله من صراع وذاكرة وأمل.
ثيمات المعرض
السياق التاريخي
يضيء هذا القسم على ملامح مركزيّة من تاريخ فلسطين والقضيّة الفلسطينيّة، ويتتبّع صورة فلسطين في المخيال العالمي عبر قرون طويلة، وفلسطين ما قبل الحدود، مرورًا بالخطّة العسكريّة البريطانيّة وخطّة التقسيم، وصولًا إلى واقعها اليوم، بتقطّع خريطتها والتغيّرات التي طرأت عليها، ومُعرّجًا على تاريخ غزّة منذ الكنعانيّين والرومان والصليبيّين، إلى يومنا هذا.
الحروب على غزّة
يوثّق هذا القسم سلسلة الحروب الوحشيّة على فلسطين منذ وعد بلفور والانتداب البريطاني، مرورًا بالنكسة وانتفاضة الحجارة، وصولًا إلى انتفاضة الأقصى عام 2000. كما يوثّق للحروب والمجازر التي ارتكبها العدوان الإسرائيلي في قطاع غزّة منذ العام 2000، والتي بلغت ذروتها في حرب الإبادة الجماعيّة الأخيرة منذ العام 2023. كما يبرز الآثار الكارثيّة للحصار والحرب، وما رافقهما من موت وجوع وتهجير لأكثر من مليوني فلسطيني. ويتناول الحرب بلسان من عايشوها، عبر قصص حيّة لأطفال ونساء ورجال فقدوا أحبّتهم، ويحكي عن أمنياتهم الأخيرة، وعن عالم ما تحت الأنقاض، والسجون الوحشيّة، والطعام الذي لا يكفي عصفورة، وعن اليُتم، والنزوح، وصور المدينة المروّعة في عيون أهلها.
التضامن العالمي
يتناول هذا المحور انحياز القانون الدولي لإسرائيل، واستخدام الولايات المتّحدة الأمريكيّة المتكرّر لحقّ النقض (الفيتو) في مجلس الأمن، وأثره في تقويض حقّ العودة وتقرير المصير. كما يستعرض الأمل الذي يستمدّه الفلسطينيّون من حركات التضامن العالميّة مع قضيّتهم، ويُبرز دور حركة المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات (BDS) في الدعوة إلى مقاطعة إسرائيل وفرض العقوبات عليها، مشدّدًا على ضرورة فهم القضيّة الفلسطينيّة بالعمق، والإقرار بالتحوّل في الرأي العام العالمي تجاهها.
الفنّ والثقافة
يضيء هذا المحور على صمود الشعب الفلسطيني، مبرزًا إرثه الثقافي والفنّي بوصفه تعبيرًا عميقًا عن ارتباطه بالأرض، ويستعرض تطوّر الموسيقى التي عكست هذا الارتباط، وألهمت لاحقًا إيقاعات الرقص الشعبي مثل "الدبكة". كما يتناول التطريز الفلسطيني واللباس التقليدي، بما يحمله من رموز حبّ للأرض في نقوشه الدقيقة. تُمنح الفنون البصريّة هنا مساحة خاصّة، إذ تشكّل الأرض ومشهدها الطبيعي موضوعًا محوريًّا لها، كما يُضاء على تاريخ السينما في غزّة منذ نشأتها في خمسينيّات القرن الماضي وصولًا إلى يومنا هذا.
"أريد أن أشكركم على هذا العمل الرائع الذي قدّمتموه لنا عبر هذا المحتوى. كانت تجربة آسرة بكلّ ما تحمله الكلمة من معنى".
"حمّلنا جميع الموادّ التي شاركتمونا إيّاها، يا له من عمل بارع! لقد أدهشتمونا بقدرتكم على تأطير هذا السياق المعقّد بهذ العمق والجاذبيّة".
"المحتوى الذي وفّرتموه لنا رائع بحقّ، وندرك تمامًا كم هو شاقّ تنظيم معرض كهذا. مبادرتكم هذه تنمّ عن شجاعة ورؤية حقيقيّة".