كيف نتخيّل فعل التحرّر من الاستعمار؟

Image
تيسير البطنيجي، دوام الحال من المحال، 2014. حفر على صابون. بإذن من الفنان.

بالتزامن مع تصاعد الأحداث خلال الأيّام الأخيرة، وزخم الصور ومقاطع الفيديو التي توثّق ما يحدث في فلسطين، ومع ما يحدث من تقويضٍ للبُنية التحتيّة في غزّة، من مدارس وساحاتٍ للّعب وأسواقٍ، وتدميرٍ لفضاء المدينة العامّ الذي تبدّد وأصبح أكوامًا من الرُّكام، وقتلٍ لأحلام أهل المدينة وآمالهم وحيواتهم، التي تختفي اليوم وتتضاءل وسط دمارٍ هائلٍ، ومع اتّساع ذكريات حربٍ ستعيش مع أهلنا في غزّة طويلًا، ربّما تكون الأقسى بين سابقاتها، يتابع المتحف الفلسطيني تطوّر الأحداث وعنفها، ويعلن عن التزامه بإغلاق أبوابه أمام الجمهور، وتأجيل فعاليّاته حتى إشعار آخر.

ندرك في المتحف الفلسطيني أنّه ليس في وسع أيّة مؤسّسة ثقافيّة أن تُجاري الأحداث والصور التي تخرج من غزّة أو تتتبّع غزارتها، وندرك أنّ عملنا في هذه الفترة على وجه التحديد قد يكون محدودًا، ولكنّنا سنوجّه جهودنا الكثيفة نحو أرشفة الأحداث، بالصور والقصص والتجلّيات التي ترافق الحالة العامّة، في محاولةٍ للقيام بدورنا في حفظ الرواية الفلسطينيّة ومجابهة عمليّات المحو الممنهج ضدّنا، وفتح الباب أمام المخيّلة لاجتراح أفعالٍ للتحرّر تُضيف إلى الفعل الأكبر وتقدّم له كلّ دعم ممكن.

الرحمة للشهداء
الحريّة لفلسطين

*تيسير البطنيجي، "دوام الحال من المُحال"، 2014. حفر على صابون، 4x6x9 سم. بإذن من الفنّان.